الطبيب رءوف العربي يحكي للشروق مأساة 986 يوما في سجون السعودية
آخر تحديث:
السبت 26 ديسمبر 2009 9:35 ص
بتوقيت القاهرة
العربي : مش هسافر أي حتة بره مصر -- تصوير : هبة خليفة
var addthis_pub = "mohamedtanna";
var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." };
var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live';
«مدام
فتحية.. معاكى العميد عادل جعفر من مباحث أمن الدولة، تعالى دلوقتى لوزارة
الداخلية فى ميدان لاظوغلى، ولغاية ما توصلى متتصليش بحد ومترديش على حد..
وانسى موبايلك»، كان ذلك هو نص المكالمة التى أرجعت الروح فى زوجة الدكتور
رءوف العربى أحد الطبيبين اللذين حكم عليهما بالإعدام والجلد فى السعودية.
وروت
مدام فتحية لـ«الشروق» كيف استقبلت خبر عودة زوجها، وأكدت أنها وصلت إلى
مبنى وزارة الداخلية الساعة 12 ظهر أمس الأول الخميس، ومشاعر الخوف
تنتابها، لكنها سرعان ما اختفت هذه المشاعر عند دخولها مكتب العميد الذى
قال لها: «بطمنك فيه خبر كويس»، وقتها شعرت مدام فتحية بأن زوجها سيعود.
وتابعت
فتحية أن العميد اتصل بابنها الطيار هيثم وطلب منه المجئ إلى مبنى الوزارة
مصطحبا أخاه الصغير وإبلاغ كل من يسأله عن وجهته بأنه لديه رحلة الآن إلى
الخرطوم، وبالفعل أخفى هيثم خبر ذهابه إلى وزارة الداخلية حتى عن خطيبته.
ومكثت
أسرة د.رءوف فى مكتب العميد حتى الساعة السادسة والنصف ثم توجهوا إلى مطار
القاهرة فى حراسة أمنية ثم دخلوا إلى الدائرة الجمركية فى المطار، وعند
وصول الطائرة القادمة من السعودية اصطحب العميد جعفر الابن الأكبر هيثم
إلى داخل الطائرة ليتقابل مع والده.
فتحية قالت: «شعرت بأننى فى حلم ولم أستطع حتى قول حمد لله على السلامة لكنها ألقت بنفسها فى أحضانه وسط حالة من الدموع».
أما
عن فترة غياب د.رءوف والتى استمرت لمدة سنتين ونصف السنة أكدت فتحية أنها
لم تنم فى غرفة نومها إلا مساء أمس الأول، وقضت السنين الماضية على «كنبة
الصالة».
«ابتلاء من عند الله» كانت هذه أولى كلمات د.رءوف العربى
فور دخوله منزله بعد تأديته صلاة الجمعة، قالها وهو مبتسم وهادئ البال،حيث
اعتبر العربى أن الـ986 يوما، التى قضاها فى سجون السعودية كانت اختبارا
من عند الله، وانه استطاع حفظ 22 جزءا من القرآن وكتابة مذكراته، عن رحلته
إلى السعودية ودخوله السجن منذ 14 أبريل 2007.
وتنهد العربى رافضا
الحديث عن أى ذكريات طوال فترة سجنه، وقال إنها «فترة وعدت بحلوها ومرها».
لكنه أكد أنه كان يثق فى عدالة الله على الرغم من إحساسه الدفين بأنه لن
يرى مصر مرة أخرى.
وذكر د. رءوف أن المعاملة فى سجون السعودية كانت
جيدة للغاية حيث لم يكن يقوم إلا بالأكل والشرب والصلاة وحفظ القران، أما
الجلد فكان يتم بواسطة خرزانة رفيعة ولم يكن مبرحا كما توقع البعض، مؤكدا
أنه لم يتلق سوى 10 جلدات، حيث إنه أصيب بإغماء ونقل على فوره إلى
المستشفى.
أما عن تفاصيل خبر العفو الملكى عنه، روى العربى أنه
أثناء وجوده فى مستشفى الملك فهد لإجراء تحاليل لمعرفة حالته الصحية ومدى
قدرته على تحمل الجلدات الأخرى تلقى اتصال من مدير السجن يستفسر منه عن
ميعاد انتهاء التحاليل، ثم توالت الاتصالات على المستشفى مطالبة بسرعة
إنهاء التحاليل حيث إن هناك أنباء عن الإفراج عنه، فكتب د.رءوف تعهد على
نفسه بأنه مسئول عن حالته الصحية وأنه لا يرغب فى استكمال باقى التحاليل
الطبية.
وقال العربى إنه قد تبلغ بترحيله من السعودية خلال 24 ساعة
وفوجئ بسرعة الإجراءات، حتى إن رئيس مصلحة الجوازات قد أنهى له ورقه بعد
انتهاء مواعيد العمل الرسمية هناك.
وأكمل العربى روايته لـ«الشروق»
بأنه صعد إلى الطائرة وجلس فى آخر مقعد فى الطائرة مسترجعا ذكريات الأعوام
الماضية لكنه استيقظ على نداء من أحد مضيفى الطائرة يطلب طبيبا لإسعاف أحد
الركاب فقام العربى ليمارس مهنته، وهو يشعر كأنه فى حلم.
وهبطت طائرة
مصر للطيران فى ميناء القاهرة، وكان العربى هو آخر من نزل منها، حيث وجد
أمامه ابنه هيثم الذى لم ينتبه العربى إليه نظرا لطول مدة غيابه، وعندما
وقف على سلم الطائرة رأى حشودا من الإعلاميين ووكيل وزارة الخارجية
والنائب مصطفى بكرى، لكن عينيه وقعتا على والدته التى قاموا باستدعائها هى
الأخرى، فقال العربى: «نزلت من على سلم الطيارة ورميت نفسى فى حضنها أكثر
من 10 دقائق ونحن نبكى»، مضيفا انه كان يتمنى رؤية والده الذى توفى فى 17
رمضان الماضى.